برودي: الحكومة تسعى للاستحواذ على كل شيء وهذه “سلطوية”

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رومانو برودي

روما ـ وجه رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق رومانو برودي إصبع الاتهام نحو حكومة ائتلاف يمين الوسط بقيادة زعيمة حزب (إخوة إيطاليا) جورجا ميلوني، بأنها “ترمي إلى الاستحواذ على كل شيء”، وأن هذه “سلطوية”.

وسلط برودي الضوء في مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) الأربعاء، على “ظهور إشارتان جديدتان في الأيام الأخيرة لا ينبغي الاستهانة بهما. لم يفكر أحد بنظام معلومات يتحول بعد عقود من الاحتكار من تيار اليمين. وفي الوقت نفسه، يبرز الإغراء بإبعاد رئيس مقاطعة إيميليا رومانيا (شمال) ستيفانو بوناتشيني عن عملية إعادة إعمار الإقليم المصاب بالفيضان”.

وأشار الرئيس الأسبق للمفوضية الأوروبية، إلى أن “بهذه الطريقة، نحن نقف أمام حكومة تسعى إلى الاستحواذ على كل شيء”، مبيناً أن “هناك كلمة بسيطة تلخص كل هذا: الاستبداد. هذه هي الطريقة التي تتغير بها طبيعة بلادنا”.

وذكر السياسي المخضرم، أن “قصة المفوض المعني بحالة طوارئ سوء الأحوال الجوية في إيميليا رومانيا غير مفهومة، تجازف بأن تنتهي بهدف خاص كبير ليمين الوسط”. فـ”في ظل مأساة كهذه، من يستطيع لعب دور المفوض إن لم يكن رئيس الإقليم الذي يتمتع بثقة لا منازع لها؟”

واسترسل متسائلاً: “من لديه علاقات مباشرة مع رؤساء البلديات والمحافظين، ومن يعرف كل الفنيين والذي تستجيب له سلسلة البيروقراطية الإقليمية؟”. لقد “أظهر بوناشيني أيضاً أنه يعرف كيفية إدارة إعادة الإعمار لمرحلة ما بعد الزلزال”، وهي “إحدى الحالات القليلة التي لم يتمكن أحد من قول كلمة اعتراض واحدة ضده فيها”.

وبشأن مؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية (راي)، قال القيادي بالحزب الديمقراطي المعارض: “نحن نواجه الآن تغييرًا جذريًا. إنها مسألة تصفية كاملة وإدراج أشخاص ذوي ثقة خاصة فقط، وليس هذا هو المستجد الوحيد. ففي الماضي، حتى مع حكومات يسار الوسط، كان هناك التوازن في الأخبار، بينما كان (مقدم البرامج برونو) فيسبا هو المسؤول عن التعليق السياسي”.

وأوضح رئيس الوزراء الأسبق، أن “مرصد بافيا (ميلانو ـ شمال) يخبرنا بأن المساحة المخصصة للحكومة أعلى بأربع مرات من مساحة المعارضة في الأخبار. التغيير الكبير يكمن في السوق، التي تختلف عما كانت في السابق”، إذ “كان لكل من الـ(راي) و(ميدياست) حصة أكبر 45٪ من السوق، وقد ساد اليمين في ذلك الحين أيضاً، ولكن ليس بطريقة شمولية كهذه”.

ولفت برودي، إلى أن “اليوم، بجمع الـ(راي) و(ميدياست) معاً، نحن نتجه نحو تجانس مطلق لمعلومات التلفزة. فحتى في السابق، كان هناك احتكار ثنائي ضعيف، أما اليوم فهناك احتكار مطلق. لا يمكن للتعددية، إن وجدت، أن تقتصر على شبكات ذات جمهور أقل. هناك بالطبع وسائل إعلام جديدة، لكن الرسالة الأكثر تأثيراً على الناخبين هي تلك المتلفزة”.