القاهرة ـ رأى علماء مسلمون ومفتون من 80 دولة، أن “الوجود الإسلامي في الخارج (في الغرب) ليس وجوداً طارئا أو استثنائيا”، كما “لم يعد مجرد تجمع أو أقلية لجماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها”، بل “أصبح جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي لتلك البلاد لهم كافة الحقوق وعليه كافة الواجبات”.
وقد رأى المجتمعون في ختام المؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء في العالم الذي عقد بالقاهرة على مدى يومين تحت عنوان: التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة، “ضرورة أن تمثل الجاليات المسلمة في العالم حلقة وصل للحوار الحضاري والتواصل الثقافي والفهم والاستيعاب المشترك مع العالم الإسلامي”، رافضين “أي شكل من أشكال استغلال الجاليات المسلمة من قبل كيانات الإسلام السياسي المنتشرة في الغرب”.
وشدد البيان الختامي على “تأكيد أن الفتوى الصحيحة هي أداة مهمة في تحقيق استقرار المجتمعات وتعزيز السلم بين أفرادها، وأن الفتوى التي تصدر عن غير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا في المجتمعات كما نرى الآن في حالة (داعش) وأخواتها”.
واستنكر المؤتمر “الجهود الإرهابية الآثمة التي تحاول استغلال الجاليات الإسلامية أو المسلمين الجدد في تمرير أهدافها الدنيئة والزج بهم في براثن التطرّف والإرهاب”.
وأوصى المؤتمرُ بـ”المسارعة إلى العناية بتقريب الفقه الإسلامي المعاصر للجاليات المسلمة حول العالم عن طريق ورفع الواقع وتقديم الحلول الشرعية المناسبة، وذلك بالتعاون مع ذوي الشأن وترجمة عيون الفتاوى المناسبة لأحوال المسلمين في الخارج للغات البلاد المختلفة”.
وتابعع “وكذلك الدعوة للالتفاف حول المرجعيات الإسلامية الكبرى في العالم، وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي الجامع بين الحفاظ على النصوص والتراث والحفاظ على المقاصد والمصالح، واعتماد فتاوى المجامع الفقهية مثل مجمع الفقه الإسلامي بجدة ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومجمع الفقه بالهند، كفتاوى مرجعية”، مع “مراعاة تغير الفتاوى بتغير المكان والأحوال والأزمان”.