المعارضة السورية: ريف دمشق يشهد اشتباكات مع النظام على أكثر من جبهة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

mappa_siriaروما ـ قال مصدر عسكري تابع للمعارضة السورية إن محيط العاصمة دمشق شهد عدة اشتباكات وتحركات عسكرية خلال الـ48 ساعة الماضية، نتجت عن ضعف النظام في المنطقة وحاجته لتوزيع بعض قواته وميليشياته على مناطق مختلفة من البلاد.

وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة في جنوب دمشق وميليشيات رديفة تابعة للنظام السوري في بلدة ببيلا ويلدا، خلال محاولة الميلشيات التقدم باتجاه مناطق المعارضة، لتندلع إثرها اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، وتتحول لهجوم عكسي، لم يستطع النظام وقفه إلا باستخدام القصف المدفعي على البلدتين.

وأعلن (جيش الإسلام) في جنوب دمشق عن تفجير أحد الأبنية التي يتحصن بداخلها مقاتلو تنظيم (الدولة الإسلامية) بين بلدة يلدا وحي الحجر الأسود معقل التنظيم، ما أدى إلى إصابة عدد من مقاتلي (داعش) بجروح وانسحابهم من الموقع.

كذلك استطاع هذا الجيش أن يستعيد جميع النقاط التي كان قد أخلاها خلال القصف في الريحان في الغوطة الشرقية، طارداً قوات النظام من المنطقة.

واستعاد مقاتلو المعارضة اليوم السيطرة على أجزاء من بلدة الديرخبية في الغوطة الغربية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، التي اضطرت للانسحاب من المناطق التي تُسيطر عليها بعد أن تكبدت خسائر بشرية، وتتركها للمعارضة المسلحة.

بالمقابل أكّد الناشط ياسر الدوماني أن “قوات النظام أمطرت اليوم أيضاً مدينة دوما بصواريخ عنقودية”، كما “استهدفت الأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة، وسقط ضحايا، في محاولة لوقف تقدّم مقاتلي (جيش الإسلام) ومنعهم من التقدم أكثر من مواقعهم”.

ووفق مصدر عسكري في المعارضة السورية فإن “من غير المتوقع أن تسخن جبهات ريف دمشق في الوقت الراهن، نظراً لترتيبات الهدنة غير المعلنة مع النظام منذ عام 2013، ونظراً للحصار الذي سيمنع عنها استقدام ذخيرة ومقاتلين من خارجها، وبسبب تهديد النظام بقصف المدن والأحياء الآهلة بالسكان”، لكن المصدر أكد أن “ما يجري هو مناوشات، وتأكيد للنظام على قدرة المعارضة على الاشتباك، ولأن الفصائل المعارضة تشهد نوعاً من الضعف في خطوط التماس والمواجهة نتيجة سحب جزء من مقاتلي النظام وميليشياته ربما إلى جبهات قتال أخرى في مناطق سورية مختلفة، وعدم قدرة النظام على تأمين بديل بشري لهم”.

ولا يزال ريف دمشق، يخضع لحصار كامل أو جزئي، تفرضه قوات النظام وميليشيات تابعة لإيران، التي تحاول باستمرار التقدم باتجاه معاقل فصائل العارض المسلحة، على الرغم من أن هذه المحاولات خفّت بالفعل خلال الفترة الأخيرة، في حين يخضع حي الحجر الأسود وأجزاء من أحياء العسالي والتضامن ومخيم اليرموك لسيطرة تنظيم (الدولة الإسلامية)، الذي قصر اشتباكاته مع فصائل المعارضة، وعقد ما يُشبه الهدنة مع قوات النظام.