بطريرك الكلدان يترأس صلاة مسكونية لاجل تحرير الموصل

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

sakopreghieraترأس بطريرك بابل على الكلدان روفائيل لويس ساكو صلاة مسكونية لاجل تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى، ولكي يعم السلام والامان في العراق، في كنيسة ام المعونة الدائمة في عنكاوا (شمال العراق).

وقال موقع البطريركية (مار أدي) إن “الصلاة أقيمت بمشاركة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا، والمطرانين مار نيقوديموس داؤد متي شرف، ومار باسيليوس يلدو، وبحضور عدد كبير من الاباء الكهنة والاخوات الراهبات، والنائب عماد يوخنا من البرلمان العراقي ورئيس الرابطة الكلدانية صفاء هندي، وعدد من اعضائها”، فضلاً عن “جمع غفير من المؤمنين”. وقد “كان هناك حضورا فعال لوسائل الاعلام، وفي مقدمتها قناة عشتار الفضائية التي نقلت مراسيم الصلاة مباشرة”.

وأضاف الموقع أنه بعد تلاوة الصلوات والمزامير وقراءة فصل من انجيل يوحنا، قال البطريرك ساكو في كلمته، إن “صلاتنا هذا المساء تعبير روحي ومعنوي ووطني امام عملية استعادة الموصل وبلدات سهل نينوى والمناطق العراقية الاخرى من قبضة تنظيم (داعش) الارهابي”.

وتابع “صلاتنا تأتي لتنضم الى صلاة الملايين من العراقيين والمتعاطفين معهم في العالم من اجل ان تسير هذه العملية المفصلية في وقت قياسي، وبأقل خسائر بشرية ومادية في صفوف قواتنا الباسلة وفي صفوف المدنيين المسالمين”.

وأعرب البطريرك عن “الامتنان الكبير لكافة الرجال الشجعان في القوات المسلحة العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي والوطني الذين جاءوا من كل أنحاء العراق، مسلمين ومسيحيين وعربا وكردا وتركمانا وشبكا وايزيديين. وإننا نعبر لهم عن شكرنا ودعمنا. كما أننا نعبر عن تضامننا مع كل عائلة عراقية فقدت أحد اعزائها، ونصلي من أجل عودة المفقودين والمختطفين والمهجرين”.
وأشار الى أن “صلاتنا هذا المساء صرخة إنسانية ووطنية نوجهها من الى كلّ عراقي ليختار بصدق طريق المحبة والاخوة والسلام”. وأردف “في نيتي اعلان سنة 2017 سنة للسلام في العراق لإقامة صلوات مشتركة وتنظيم حوارات وورشات عمل ونشاطات متنوعة من اجل إشاعة ثقافة السلام والعيش المشترك”.
وأضاف “نأمل ان تكون عملية استعادة الموصل وبلدات سهل نينوى التي وحدت العراقيين دافعا قويا الى المصالحة الوطنية الصادقة والاتفاق على النقاط المشترك في سبيل تحقيق الاستقرار، وإعادة بناء ما دمرّ”.
ولفت البطريرك ساكو الى أن “على أعيان الموصل وبلدات سهل نينوى وحكمائها من النخب الفكرية والاجتماعية والسياسية والدينية، تشكيل لجنة عليا مشتركة للتفكير الجاد والمسؤول في رسم مستقبل المحافظة ما بعد (داعش)، ومناقشته مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتحقيق حياة أفضل لأبناء المحافظة”.
وتابع “نحن المسيحيون جزء اصيل ومهم من النسيج العراقي، اننا نعتز بعراقيتنا ومسيحيتنا وهي ثاني أكبر الديانات فيها من بعد الإسلام”. وان “الموصل سكنها مسيحيون موصليون عريقون قبل مجي الإسلام وبقوا فيها وتعايشوا معهم جنبا الى جنب وأعطوا لمدينتهم الكثير، ولا يمكن شطب وجودهم وتاريخهم”.

وأشار البطريرك الكلداني الى ان “المدينة محاطة بسلسة من بلدات مسيحية بالكامل وهي اليوم خالية تماماً من سكانها المسيحيين الذين هجروا قسراً من قبل (داعش) وتعرضوا الى سرقة مستمسكاتهم الثبوتية أيضا. ان المسيحيين العراقيين يحتاجون الى الاحتضان وصيانة حقوقهم وحرياتهم وضمان حمايتهم بالأفعال وليس بالخطابات لإبقائهم على ارضهم وعدم دفعهم الى الهجرة. لابد من التعاطي معهم ومع المكونات الأخرى بواقعية وحزم وإيجاد مخرج سليم ودائم لوضعهم، وهذا يصب في المصلحة العامة نظراً الى كفاءتهم واخلاصهم ونزاهتهم وانفتاحهم”.
وذكر أنه “بعد كل هذه التجارب المريرة، لقد حان الوقت ليتعلم العراقيون الدرس وان يفكروا ببناء دولة تقوم على أسس ومبادئ صحيحة، دولة مواطنة، تحافظ على حقوق المواطنين وحريتهم وكرامتهم، دولة تحميهم بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والفكرية والدينية، دولة تطبق القانون والدستور. دولة تحترم الدين لأنه يبني الاخلاق ولا تسعى لتسيسه وتشويهه لأغراضها! ان الدين يعرض ولا يفرض، لا اكراه في الدين، أتمنى ان يفهم ذلك جيدا أعضاء مجلس النواب العراقي، دولة هي هوية المواطنين ومظلتهم الجامعة، دولة يفتخر مواطنوها بانتمائهم الى ترابها وتراثها وتاريخها وفضاءاتها الجميلة، ويعبرون عن سعادتهم في البقاء فيها ولا يريدون استبدالها ابدا”. وخلص البطريرك الى القول إن “هذه لحظة تاريخية مصيرية لا ينبغي تفويتها! وعلى الرغم من المحنة القاسية التي نعيشها، نبقى متمسكين بالأمل بمستقبل أفضل”. من “اجل كل هذه النيات نرفع صلاتنا هذا المساء وسنستمر في الصلاة الى النهاية السعيدة”.