
روما – أكّد المعارض السوري، لؤي صافي على وجود تناقض بين الموقف التركي من القضية السورية والموقف الروسي والإيراني، وقال إن نجاح الاتفاق الثلاثي، سيؤدي إلى تراجع الدور الأمريكي بشكل كبير في المنطقة.
وقال صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد دعمت تركيا بقوة خلال السنوات الماضية مطالب المعارضة السورية في إسقاط نظام بشار الأسد، ولكنها تراجعت مؤخراً عن هذا المطلب بسبب الموقف الغربي من الصراع السوري، الذي يدفع إلى مزيد من الاقتتال الداخلي، والذي بدأ مؤخراً يميل إلى دعم الحركات الكردية الانفصالية وتقويض أمن واستقرار الدولة التركية، والاتفاق الأخير يظهر استعداد تركيا للاعتراف بدور للأسد في الحل السياسي مقابل اعتراف روسيا وإيران بدور للمعارضة الوطنية المعتدلة، أي المعارضة الرافضة لمشروع الدولة السلطانية التي تقوده حركات الإسلام المتشدد، وبالتحديد داعش والنصرة (الجبهة الشامية)”.
ونوه بأن “تفاصيل الاتفاق لم تكتمل، وعلى الأغلب ستكون جزءاً من العملية التفاوضية، والوصول إلى حل سياسي مقبول للطرفين سيكون صعباً نظراً للدعم الكبير الذي يلقاه الأسد من القيادة الروسية والإيرانية، وشعور المعارضة السورية بصعوبة الدخول في عملية انتقالية حقيقية مع وجود الأسد على رأس السلطة”. لا أنه أضاف “لكن لدى المعارضة السياسية عدد من الأوراق يمكن استخدامها لتحقيق قدر أكبر من التغيير السياسي ضمن المعادلة السياسية العسكرية، والتي تميل إلى صالح النظام بصورة كبيرة وواضحة نتيجة التناقضات العديدة داخل صفوف المعارضة من جهة، وتخاذل الغرب في دعم حلفائه الإقليميين، والدفع بقوة وصدق نحو تحول ديمقراطي في سورية”.
وأوضح “الورقة الأهم في جعبة المعارضة تتعلق بتخلخل بينة النظام السورية نتيجة سنوات الحرب من جهة، والتناقضات الروسية – الإيرانية حول دوائر نفوذهما السياسي في المرحلة القادمة”.
وأضاف صافي “الولايات المتحدة غير راضية عن التقارب الروسي – التركي – الإيراني، على الرغم من أن سياساتها المتناقضة في المنطقة هي السبب الرئيسي لهذا التقارب. لقد سعت الإدارة الأمريكية الحالية، وربما القادمة، لتأجيج الصراعات الداخلية في سورية وإضعاف تركيا وتهميش دورها الإقليمي، وهذا سيدفع بالقيادة التركية إلى إيجاد حلول وسط للصراع في سورية. وفي حال نجاح الأطراف الثلاثة في الوصول إلى تفاهمات، فإن الدور الأمريكي في سورية سيتراجع بصورة كبيرة”.
وتابع “السؤال المهم هنا يتعلق بقدرة المعارضة السياسية السورية على الاستفادة من حاجة روسيا وإيران للوصول إلى تفاهمات داخلية لإدخال تعديلات في البنية السياسية والعسكرية للنظام؟ المقاربة التي تعتمد مبدأ كل شيء أو لا شيء لدى النظام والعديد من أطراف المعارضة لا تدعو إلى كثير من التفاؤل. ولكن على أطراف المعارضة أن تُدرك أن السياق الإقليمي والدولي غير مساعد للوصول لدعم مطالب الأغلبية السورية المشروعة والعادلة، وأن المصلحة الوطنية تقتضي إنقاذ البلاد من انهيار كامل بانتظار تغير الظروف الداخلية والخارجية للوصول إلى سورية التي تحقق طموحات معظم أبنائها”.
وفي هذا السياق لم يُعلن أي طرف سوري معارض عن موقفه الرسمي من إعلان موسكو، ورغم ترحيب بعض الشخصيات المعارضة بهذا الإعلان، إلا أن أياً من التيارات السياسية السورية لم يناقش الإعلان في هيئاته السياسية، بانتظار المزيد من التوضيحات ذات العلاقة بالشق التنفيذي لهذا الإعلان.
ووفق مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات، فإن التوجّه العام يقضي بعدم حضور اجتماع في أستانا في كازاخستان يحضره الأطراف الصانعة لإعلان موسكو وممثلين عن النظام والمعارضة.
وكان إعلان موسكو الذي صدر عقب اجتماع روسي – تركي – إيراني قد أشار إلى أن الأطراف الثلاثة ذات الصلة (إيران روسيا وتركيا) تؤكّد احترام سيادة واستقلال سورية كدولة ديمقراطية علمانية متعددة الأعراق والأديان، ومُتّفقة على عدم وجود حل عسكري للأزمة في سورية، وتدرك أهمية دور الأمم المتحدة في الجهود الرامية إلى حل هذه الأزمة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.