روما ـ بدأت الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة السورية، الجمعة، اجتماعًا في العاصمة السعودية الرياض، هدفه الأساسي تسمية الوفد المفاوض المُفترض مشاركته في مؤتمر جنيف المرتقب انعقاده في الـ20 من الشهر الجاري.
ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم من زيارة وفد من قياديين في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية للعاصمة الروسية موسكو، والتقائهم بمسؤولين روس، على رأسهم مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، وضم الوفد كل من عبد الأحد اصطيفو، بدر جاموس، وهادي البحرة، ومناقشتهم مسألة تسمية الوفد المفاوض ومحاولة كسب نحو ثلث المشاركين ليكونوا من الائتلاف.
ووفق مصادر من الائتلاف، “سيقوم رئيس الائتلاف أنس العبدة بزيارة موسكو أيضاً بعد انتهاء اجتماعات الرياض، للغرض نفسه، يلتقي خلالها بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف”.
وقالت المصادر إن “هناك خلافات جدّية بين الهيئة العليا وبين الائتلاف المعارض، والفصائل العسكرية التي حضرت اجتماعات مؤتمر أستانة”، حيث “يسعى كل طرف لأن يُشكّل ممثليه النسبة الأكبر من الوفد المفاوض”.
وتستمر اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات يومين، وتحظى الفصائل المسلحة التي شاركت في مؤتمر أستانة دعماً من تركيا، لكنّ الأخيرة لم تسعى لدعم هذه الفصائل في الوفد المفاوض، ونصحت أن يكون هناك تقاسما ثلاثيا بين الفصائل والهيئة العليا والائتلاف، وهو ما أدى الى نشوب خلافات بينها.
لكن مصادر من المعارضة السورية من خارج الائتلاف والهيئة العليا أكدت “حتمية إشراك منصتي القاهرة وموسكو”، وقالت إن “أسماء ممثلي هذه المنصات مطروحة من قبل موسكو كأمر مؤكد”، وأشارت تحديداً إلى “قدري جميل وجمال سليمان”، كما ذكرت أن “موسكو حصلت على موافقة الائتلاف عليها، على أن تكون محسوبة من حصة الهيئة العليا للمفاوضات”.
وسيتم تشكيل الوفد المفاوض من وفد التفاوض المباشر، ووفد للاستشاريين، وآخر للقانونيين والإعلاميين، ووفد للإشراف والتوجيه.
ولم تستبعد المصادر أن “يتم تأجيل مؤتمر جنيف عدة أيام، بسبب الخلافات الحاصلة بين أطراف المعارضة السورية”، مؤكدة أن “دي ميستورا يسعى لإحداث فارق بسيط في معادلة التفاوض قبل مغادرته منصبه بشكل رسمي في شهر آذار/مارس القادم”.
ووفقا لعضو لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع، ديميتري سابلين، الذي اجتمع بالرئيس بشار الأسد بحضور نواب آخرين قبل يومين في دمشق، فإن “وفد النظام سيكون برئاسة بشار الجعفري”، وأن دمشق “مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع جميع ممثلي المعارضة بما في ذلك المعارضة المسلحة، والأسد يدعم الجهود الروسية في أستانة ونتائج الاجتماع الأخير للمجموعة المشتركة حول مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سورية”.
وكانت الهيئة السياسية للائتلاف قد توصلت في اجتماعها الأخير إلى “المطالبة بالمثالثة في تشكيل وفد جنيف بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات وممثلي تشكيلات المعارضة المسلحة”، بالإضافة إلى “المثالثة في اللجنة الاستشارية واللجنة التقنية”، أي “أن يشارك كل طرف بـ15 عضواً، بمعدل خمسة أعضاء في وفد جنيف، وخمسة لكل من اللجنتين التقنية والاستشارية”.