القوات السورية والميليشيات الإيرانية تفتح الحدود بين العراق وسورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
معبر التنف

روما ـ رغم التهديدات الأمريكية بقصف كل من يقترب من قاعدة التنف العسكرية ومعبر التنف قرب الحدود السورية – العراقية، قال وسائل الإعلام الرسمية السورية إن قوات النظام والميليشيات الرديفة لها قد استطاعت فتح الطريق الدولي بين سورية والعراق، وأكّدت أن الشاحنات بدأت تعبر الحدود بين البلدين لأول مرة منذ سنوات، دون أن تنشر صوراً أو أفلاماً حديثة تؤكد ذلك.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري والقوات الرديفة تمكّنت من الوصول إلى الحدود العراقية، وأنه يجري العمل على إزالة كافة الألغام والمفخخات التي خلفها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء، تمهيداً لفتح حركة العبور بشكل كامل بين العراق وسورية.

وقال مصدر عسكري سوري رسمي في بيان بثّ عبر مقطع فيديو على الانترنيت إن الجيش السوري تمكّن من تنظيف نحو 20 ألف كم2 خلال أربعة أسابيع، والوصول إلى الحدود السورية – العراقية، وأضاف “لقد تقدم الجيش لمسافة تصل إلى 200 كم لتفويت الفرصة على ما يسمى (التحالف الدولي) لقطع طريق سورية – العراق في منطقة التنف، وتأتي أهمية هذا الإنجاز في فتح طرق الإمداد مع العراق الشقيق”.

ووفق المصادر السورية المتطابقة، فقد وصلت طلائع قوات النظام والميليشيات المرافقة لها التابعة لإيران إلى الحدود العراقية شمال شرق معبر التنف.

وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة من مدينة تدمر وسط سورية إن الميليشيات التابعة لإيران تخضع لإدارة مباشرة من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأكّد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن سليماني يقوم شخصياً بتوجيه القوات التي تسعى لعبور البادية والوصول إلى الحدود السورية – العراقية، سعياً بتأمين طريق بري بديل عن طريق الشمال السوري الذي يُسيطر عليه أكراد سوريون يُسيطرون على تلك المنطقة من الشمال السوري بدعم أمريكي مباشر.

إلى ذلك قال مصدر عسكري آخر في الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة السورية إن هدف قوات النظام هو الوصول إلى مدينة دير الزور شمال شرق سورية، بينما الغاية الأساس للميليشيات الإيرانية المرافقة لقوات النظام السوري والمُشرفة عليها هو فتح طريق من العراق عبر سورية نحو الساحل السوري.

وكانت الولايات المتحدة قد حذّرت قوات النظام السوري والميليشيات العراقية واللبنانية التي تشرف عليها إيران من الاقتراب من معبر التنف وقاعدة التنف العسكرية التي يُسيطر عليها جنود أمريكييون ونرويجيون، وقصفت رتلاً عسكرياً للميليشيات الموالية لإيران في النصف الأول من الشهر الماضي، وتسبب بتدميره، كما ألقت منشورات الأسبوع الماضي تُحذّر فيها من اقتراب هذه القوات من المعبر والقاعدة، وهو ما يتناقض مع ما تؤكده المصادر العسكرية التابعة للنظام السوري.

وإن تمكنت قوات النظام السوري والمجموعات التابعة لإيران، عراقية ولبنانية، من التقدم للحدود

السورية – العراقية، فإن هذا يعني نجاح إيران في فتح (كوريدور) جديد بين البلدين للأسلحة والمقاتلين، بعد أن أُغلق الممر السابق الذي يعبر من شمال وشمال شرق سورية نحو محافظتي طرطوس واللاذقية غرب سورية، ونحو معسكرات حزب الله اللبناني في لبنان.

وتقول وسائل الإعلام السورية الرسمية إن “الصحراء المفتوحة، والتضاريس المعقدة، والظروف المناخية القاسية، لم تمنع وصول مقاتلي الجيش وحلفائه إلى الحدود السورية العراقية، حيث أثبتوا خلال عمليتهم العسكرية قدرتهم على التعامل والتكيف مع جميع الظروف مهما اشتدت قسوتها، وصدوا عشرات الهجمات الداعشية الإرهابية ليُعلنوا بعدها تحرير آلاف الكيلومترات المربعة من البادية السورية”.

وقلّلت وكالة الأنباء الرسمية السورية من قوة قوات التحالف وقالت في تقرير لها اليوم (الثلاثاء) “إن الأهمية العسكرية والاقتصادية لانتصارات الجيش العربي السوري في البادية السورية، تُضاف إلى الأهمية الاستراتيجية والسياسية حيث برهن للعالم أجمع أن الجيش وحلفاءه هم القوة الوحيدة القادرة على سحق الإرهاب رغم أنوف داعميه بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث حاول تحالف واشنطن عبثاً عرقلة تقدم الجيش باعتداءات سافرة على الجحافل المتقدمة فكانت الرسالة الواضحة لكل ذي بصيرة أن داعش هو حصان طروادة لواشنطن للعودة إلى المنطقة وخرق سيادات الدول والقوانين الدولية”.

وقال مصدر عسكري للوكالة نفسها إن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع “القوات الحليفة” نفّذت “عمليات ناجحة اتسمت بالسرعة والدقة بمشاركة مختلف صنوف القوات في بادية تدمر، أحكمت خلالها السيطرة على مساحة 100 كم2 جنوب مدينة تدمر وشمالها الشرقي”.