بروكسل – لوكسمبورغ ـ يعمل ساسة الاتحاد الأوروبي على إطلاق مرحلة جديدة من العلاقات مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، بعد أن انتقلت برئاسة فائز السراج، إلى العمل من قاعدة بحرية بقرب العاصمة طرابلس.
وسيكون مستقبل العلاقات مع ليبيا، سواء على المدى القصير أو المتوسط، محور اجتماع وزراء خارجية ودفاع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم في لوكسمبورغ، حيث ستخصص الجلسة المسائية منه لبحث طرق تقديم الدعم للحكومة الليبية الجديدة.
ومن المقرر، حسب مصادر مطلعة، أن يعقد الوزراء جلسة محادثات عبر الفيديو مع رئيس الحكومة الليبية من أجل استعراض الوضع منذ عودته إلى بلاده، والاطلاع على ما يمكن لأوروبا تقديمه من مساعدات لبناء الدولة الجديدة والمساعدة على إتمام الانتقال الديمقراطي.
وأقرت مصادر دبلوماسية مطلعة بوجود معضلة في التعامل مع هذه الحكومة، ” فعلى الرغم من أن المجتمع الدولي اعترف بها، وقامت بذلك العديد من الأطراف في ليبيا، إلا أن الأمر لا يزال يحتاج إلى تصويت إيجابي من البرلمان في طبرق”.
وأكدت المصادر أن برلمان طبرق، المعترف به دولياً هو الآخر، لم يقر بحكومة السراج بعد، “ننتظر التصويت اليوم، وسنقوم بتقييم نتائجه”.
وأشارت المصادر الى أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية خاصة لتصويت برلمان طبرق لأنه سيعطي الشرعية الداخلية لحكومة السراج، والتي بدونها لا يمكن بدء أي عمل أوروبي مع الليبيين.
ويعول الأوروبيون كثيراً على حكومة السراج في محاربة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية أولاً، ثم في عملية ضبط تدفق المهاجرين عبر المتوسط، وذلك بعد أن عاد النشاط لهذا الطريق البحري منذ اغلاق طريق البلقان وبدء فصل الربيع.
هذا ويريد الاتحاد الأوروبي تفعيل بعثته المدنية التي كان أطلقها سابقاً من أجل مساعدة ليبيا على ضبط حدودها، و لكن الأمر عانى من فشل ذريع بسبب الفوضى المؤسساتية والأمنية في البلاد، ما دفع أفراد البعثة للجوء إلى تونس.
كما يسعى الاتحاد إلى الاستثمار في إعادة هيكلة جهاز الشرطة والقضاء الليبي وكذلك إعادة اعمار البلاد و تأهيل البنى الأساسية فيها.
هذا ومن المقرر أن يناقش الوزراء مستقبل العملية البحرية الأوروبية في المتوسط والمسماة (صوفيا)، “بدأنا في نقاش داخلي حول أسلوب تطوير هذه العملية، فمبانينا البحرية موجودة حالياً على حدود المياه الإقليمية الليبية بانتظار أي طلب من الحكومة الليبية”.
والهدف من هذه العملية، كما يقول الأوروبيون، هو التصدي لشبكات تهريب البشر ومحاربة ظواهر الجريمة المنظمة وضبط تدفق المهاجرين.
وينتظر الأوروبيون معرفة “طلبات ” الحكومة الليبية للتعامل معها بشكل سريع، وضخ الاستثمارات اللازمة.
وتشكل ليبيا أهمية قصوى بالنسبة للأوروبيين، فالعمل في ليبيا، تحت سواء تحت راية الأمم المتحدة أو غير ذلك، سيشكل بارقة أمل لبروكسل، التي تجتهد لاعادة التموضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والساحة الدولية مقابل شركاء أقوياء مثل روسيا وتركيا وإيران ودول الخليج.
الاتحاد الأوروبي يدفع باتجاه فتح صفحة جديدة في العلاقات مع ليبيا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء