
روما – رأى رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتّاريلا أن “الإجراءات الأمنية المتخذة إزاء الإرهاب لا تكفي لوحدها”.
وفي كلمته خلال المؤتمر الوزاري الإيطالي الأفريقي الأول، الملتئم بمقر وزارة الخارجية، قصر (فارنيزينا) الأربعاء، أضاف ماتّاريلا أن “تعزيز الضوابط والإجراءات القمعية للإرهاب، التي تتم بطريقة منسقة من قبل قوات الأمن في كل بلد، تمثل جانباً هامّاً، لكنها في حد ذاتها، ليست حلا وترياقا ضد العنف الأصولي”.
وأشار رئيس الجمهورية الى “ضرورة محاربة الثقافة الفرعية التي تقوم عليها الأصولية، ومعالجة أسبابها الجذرية”، فضلا عن “معالجة التوترات الاقتصادية والاجتماعية، وعدم حصول الشباب على التنشئة اللازمة” وكذلك “الاستبعاد الاجتماعي، الذي لا تزال النساء تسقط ضحية له”.
وذكّر ماتّاريلا بأن “أمن الحياة والمجتمعات يخضع لاختبار مرير، بسبب ما يلوح في الأفق من خطر وغدر وانتشار للأصولية والإرهاب”، فهناك “قوى عنيفة تمثل أقلية، تُخضع شعوبا بأكملها”، مبينا أن “القائمة المؤلمة للمدن التي ضربتها البربرية، والتي تشمل باماكو وبروكسل وباريس وتونس وتولوز وغاريسا وأنقرة، وغيرها، تذكرنا بأن الإرهاب لا يعرف حدودا، ويتغذى بالانقسام والخوف وعدم الاستقرار، العناصر التي ينتشر في ظلها”.
وتابع “إن التزام الدول الأكثر عرضة للخطر الأصولي، إلى جانب التزام الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية، أدى إلى تكثيف التعاون ضد الإرهاب”. وكما أن “الإرهاب لا يعرف حدودا، هكذا ينبغي أيضا، للتعاون بين الدول والقوى التي تناضل لفرض احترام كرامة الأنسان وحريته، أن يكون أكثر قدرة وقناعة وفعالية”.
وأعرب الرئيس الإيطالي عن “الثقة بأنه من خلال المساهمة الفعالة من قبل إيطاليا التي تصر على دعم وتعزيز قدرات أفريقيا في القطاع الأمني، من خلال المبادرات الثنائية والتعددية، يمكن استكشاف أشكال جديدة من التعاون بين أفريقيا وأوروبا والأمم المتحدة”.
ونوه رئيس الجمهورية بأن “التلاحم الاجتماعي واليقين بمستقبل يمكن فيه عيش حياة كريمة، هما الخصمان الأكثر فعالية للإرهاب الأصولي”، فهذه “الثقة هي ما يجب أن يقود عملنا”، واختتم بالقول إن “علينا أن نستثمر في قضية السلام بنهاية المطاف”.