طرابلس- رأى الناطق باسم القوات البحرية الليبية، العميد أيوب قاسم أن “عملية صوفيا التابعة للاتحاد سهلت كثيرا جدا الرحلة على المهاجرين غير الشرعيين، وأراها تغري حتى المتاجرين بالبشر وليس فقط المهاجرين”، حيث “لاحظنا مؤخراً تدفق أغلب المهاجرين مصحوبين بعائلاتهم لاطمئنانهم أكثر على حياتهم في البحر لوجود مهمة صوفيا”.
وأضاف الناطق في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء “نتيجة توسيع مهمة صوفيا لمهامها، ومع تحسن الأحوال الجوية، وهدوء الطقس في هذا الوقت من السنة، ازداد عدد المهاجرين الواثقين من انقاذهم بعد دخولهم المياه الدولية على بعد 12 ميلاً بحرياً فقط من سواحل ليبيا، إذا ماتعرضوا لخطر الغرق” .
كما أشار الناطق باسم القوات البحرية الليبية إلى أن “دول المصدر والعبور أسهمت أيضاً بشكل كبير في تزايد أعداد المهاجرين غيو الشرعيين، حيث أصبحت ثقافة الهجرة سائدة في هذه الدول، وهو ما أراه بالاضافة إلى الأسباب الاخرى سيفاقم تدفق المهاجرين في الفترة القادمة”.
وفيما إذا ما تحصلت القوات البحرية الليبية على دعم لمكافحة الهجرة غير المنظمة من الاتحاد الأوروبي، قال العميد قاسم “تحصلنا على الكثير من المعونات من الدول الأوروبية ولكن على الورق فقط، حتى الآن لم تقدم مساعدة فعلية من أي طرف في مكافحتنا للهجرة بإمكانيات محدودة جداً، حتى بعد أن استقر المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس”. وأردف “الدول الأوروبية وإيطاليا لاترى ولا تقدّر أن ماتقوم به القوات البحرية الليبية ليس لمصلحة ليبيا فقط، وإنما لمصلحة ليبيا وإيطاليا مع مراعاة الجانب الإنساني، وإن كنّا ننظر فقط لمصلحة ليبيا فمن الاجدر بِنَا أن نسمح لأفواج الهجرة بالعبور عبر البحر إلى الدول الأوروبية، ونتخلص بذلك من الإعداد الهائلة لهم، ومن أعباء انقاذهم ومن عناء مراكز الاحتجاز”.
وبشأن آخر عمليات الانقاذ من جانب البحرية الليبية، ذكر الناطق “أن القوة قبضت فجر الثلاثاء على 550 مهاجر غير شرعي من جنسيات أفريقية مختلفة، بينهم 30 امرأة 8 منهن حوامل، و3 أطفال، على بعد 5 أميال بحرية شمال مدينة صبراته “. وقال “بعض القوارب المتهالكة وجهت نداء استغاثة بعد تسرب بها هدد حياة المهاجرين، ولعدم توفر الإمكانيات اللازمة لدى القوات البحرية، تم الاستعانة بنافلة النفط أنوار افريقيا لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، حيث تم تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، بعد تقديم المساعدة الطبية اللازمة لهم من قبل الهلال الأحمر الليبي والهيئة الطبية الدولية ”
وفيما اذا كانوا يطلبون دعماً دوليا، قال الناطق باسم القوات البحرية الليبية “على إيطاليا تحديداً أن تدرك أننا نعمل لصالح البلدين، نحن لا نتوسل أو نتسول ولكن نطلب حقوقنا ومن بينها قوارب البحرية الأربعة. إيطاليا وليبيا بلدين حدوديين على خارطة الهجرة، ويجب عليها ألا تنظر للهجرة غير الشرعية بمعزل عن ليبيا، يجب أن تكون هناك شراكة حقيقي”. وأضاف منوها بأنه “ضمن اتفاقية بين ليبيا وإيطاليا كان لدينا 8 قوارب تابعة للقوات البحرية الليبية، 4 منها خرجت عن الخدمة إبان ثورة فبراير، و 4 قوارب موجودة في إيطاليا لغرض الصيانة، كان من المفترض أن تسلم في أغسطس 2014، وحالت وقتها الأوضاع الأمنية المتدهورة في العاصمة طرابلس، و إلى الآن لم تسلّم هذه القوارب حتى بعد الاستقرار الأمني في المنطقة الغربية، ونحن في حاجة ماسة إليها، إذ نعمل حالياً بقوارب صغيرة لا تصلح لوقف تدفق أو لإنقاذ المهاجرين عرض البحر ”
وخلص الناطق باسم البحرية الليبية إلى القول” الاتحاد الأوروبي كان ينتظر وصول حكومة الوفاق ليقدم الدعم في مجال الهجرة، واليوم ينتظر استقرار حكومة الوفاق، لكن طوفان المهاجرين لا ينتظر ذلك، ونحن فقط من يعاني مع قلة وشح الامكانات المتوفرة لدينا اليوم، إيطاليا تقوم بجهود كبيرة في البحر، يجب توحيد هذه الجهود، لذا نأمل من أوروبا وإيطاليا تحديداً أن تتعامل بالحياد مع القوات البحرية الليبية وخفر السواحل الليبي شأنه شأن البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط”.