روما- أكّدت مصادر من داخل مدينة الرقة في شمال سورية، أن المدينة تواجه توجّهاً بنزوح جماعي للسكان، وأشارت إلى أن الخطر يهدد السكان من كافة القوى المتحاربة حولها وعليها، وأشارت إلى انتهاك الأطراف المتقاتلة لكل قوانين حماية المدنيين.
وقال الناشط الميداني سالم (أبو اليسر) لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “منذ أن انطلقت العمليات العسكرية للقوات الكردية وإسقاط قوات التحالف رسائل تحذيرية لسكان الرقة، بدأ أهالي المدينة الخروج منها خوفاً من كافة الأطراف بما تشبه موجات النزوح الجماعي إلى مناطق آمنة نسبياً في شمال سورية، خوفاً من استهدافهم من كل الأطراف”.
وأشار إلى أن “عشرات الآلاف نزحوا من المدينة لخارجها”، وأكّد أن تنظيم الدولة “بدأ بمنع السكان نهائياً من الخروج منها ليستخدمهم في الغالب كدروع بشرية في حال قررت قوات التحالف قصف المدينة، فيما بدأ التنظيم يُرسل تعزيزات للجهة الشمالية من الرقة لصدّ هجمات قوات سورية الديمقراطية من تلك الجهة”.
وأضاف “كذلك ترد أخبار لأهالي المدينة عن حرق قرى ومزراع سيطرت عليها القوات الكردية التي تدّعي خلوها من السكان وتُلقي التهمة على مقاتلي تنظيم الدولة بحرقها قبل انسحابهم منها، وهذا التدمير وضابية مصير سكان تلك القرى أثار خوفاً مضاعفاً لدى سكان القرى من القوات الكردية، فضلاً عن خوف الأهالي من تنفيذ التحالف الدولي ضربات جوية على مقرات التنظيم في المدينة حيث تتوضع تلك المقرات في الأحياء الآهلة بالسكان”.
وكانت قوات (سورية الديمقراطية)، التي تشكّل وحدات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عمودها الأساسي، قد بدأت الثلاثاء عملية عسكرية في محاولة للسيطرة على الريف الشمالي للمدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
وأكّدت هذه القوات أن حملتها تستهدف الريف الشمالي للمدينة وليس عمقها، وقالت إنها لن تدخل المدينة بل ستترك الأمر لقوات عربية وعشائرية متحالفة معها، وشكك أهالي المدينة بصحة الكلام باعتبار أن القوات العربية المتحالفة مع القوات الكردية لا تُشكّل إلا نسبة ضئيلة غير مؤصلة ولا قادرة وحدها على اقتحام الرقة.
وقال أبو اليسر “لا القوات العربية ولا القوات الكردية قادرة على السيطرة على مدينة الرقة، فجميعها بإمكانيات متواضعة، ولن يجدون حاضنة تُرحب بهم بعد التصريحات التي أطلقها الأكراد والتي تؤكد على نيّتهم ضم الرقة للفيدرالية الكردية التي أُعلن عنها قبل شهرين.
وكان ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في العراق غريب حسو قد أكّد اليوم (الخميس) أن مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم الدولة ستنضم تلقائياً للنظام الفيدرالي، الذي أسسه الأكراد في شمال سورية.
وألقت طائرات تابعة للتحالف الدولي منشورات تطالب الأهالي بمغادرة المدينة حفاظاً على حياتهم، وقامت بعدها طائرات من غير طيار بتمشيط المدينة وما حولها لعدة أيام قبل يبدأ الأكراد تحركاتهم العسكرية.
إلى ذك حذّرت حملة (الرقة تُذبح بصمت) من انضمام عدد كبير من أهالي الرقة لتنظيم لدولة بعد معرفتهم بنيّة قوات سورية الديمقراطية التابع للأكراد بالسيطرة على المدينة وضمها للفيدرالية، وأوضح المتحدث باسم الحملة محمد الصالح إن “نحو 2250 في 38 قرية على خطوط التماس مع قوات سورية الديمقراطية انضموا للتنظيم ولمعسكرات قتالية للقتال” داخل المدينة.