في وهران، الجزائر، إلى الحدث الرياضي مفترق الطرق للشعوب والأديان والثقافات، تصل رسالة البابا فرنسيس الذين يحيي بفرح الخبرة الرياضية التي تنشِّئ وتربّي على القيم التي تحمينا من الوقوع في رعب الحرب.
الرياضة هي أداة أخوَّة لا توقف الحرب، وإنما يمكنها أن تُظهر إمكانية وجود إنسانية مختلفة، تحترم القيم، صادقة ومُتنبِّهة. لأن الرياضة الأصيلة تتكون من هذا كلّه، فهي تنشِّئ وتربّي. وفي الرسالة التي تمت قراءتها يوم السبت الماضي في الثاني من تموز/يوليو خلال قداس الأمم في مزار (Notre – Dame della Santa Cruz) في وهران بالجزائر، حيث تقام الدورة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط، أعاد البابا فرنسيس إطلاق قيمة ووظيفة الرياضة وقيمة ووظيفة هذا الحدث بشكل خاص، كجسر بين الأديان والثقافات المختلفة، جسر أصبح الآن ضروريًا أكثر من أي وقت مضى نظرًا لواقع الحروب والعنف الذي نعيشه. وجّه الاب الأقدس أولاً تحية للمشاركين – حوالي ٣٣٩٠ رياضيًا من ٢٦ دولة، من بينها أيضًا وفد صغير من الرابطة الرياضيّة الفاتيكانيّة وإلى المدينة المضيفة. ثم توجّه الحبر الأعظم بنظره إلى البحر الأبيض المتوسط مفترق طرق للثقافات والشعوب، والذي أصبح اليوم مقبرة للكثيرين الذين يعبرونه بحثًا عن مستقبل أفضل، وأمام هذا كلّه لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي وغير مبالين.
وفي النص الذي قرأه أسقف الجزائر والمدبر الرسولي لوهران، المطران جان بول فيسكو، سلّط البابا فرنسيس الضوء على أن الرياضة، التي تُمارَس معًا، يمكنها أن تصبح “أداة فعالة” للأخوَّة، إذ يمكنها أن تجعلنا جميعًا إخوة. ومن هذا المنظور أشار الأب الأقدس إلى وفد الرابطة الرياضيّة الفاتيكانيّة، الذي تمت دعوته إلى دورة ألعاب وهران من قبل اللجنة المنظمة الجزائرية ببادرة أخوية رياضية ذات أهمية عالية.
وشكر البابا فرنسيس اللجنة على هذه الدعوة للفريق الرياضي الفاتيكاني الذي سيكون نوعًا ما “سفير البابا” في الألعاب. وأوضح أنه، يشهد بشكل ملموس في الشوارع وبين الناس “لوجه الرياضة التضامني”، إذ يستقبل شبابًا مهاجرين وأشخاص ذوي احتياجات خاصة.
واختتم البابا فرنسيس رسالته بالقول: أيها الأصدقاء الأعزاء عيشوا الرياضة كخبرة للوحدة والأخوة، وبهذه الروح أشجعكم لكي تخوضوا معًا سباق الحياة العظيم تحت النظرة الوالديّة لمريم العذراء.