روما-أنهت فصائل المعارضة السورية المسلحة تمشيط مدينة جرابلس أقصى شمال سورية، وتقوم بوضع اللمسات النهائية لتأمينها، استعداداً لمواصلة الزحف نحو شرق وجنوب المدينة. ورغم أن القوات الكردية قالت إنها انسحبت إلى شرق الفرات، إلا أن المعارضة السورية نفت صحة الأمر وذكرت أن هذه القوات استغلت انشغال الفصائل بتأمين جرابلس وسيطرت على أربعة قرى جنوبها، وتقوم الآن بتحصينها للبقاء فيها.
وقال العقيد أحمد الحمادة، المتحدث باسم “الفرقة الشمالية” التابعة للجيش الحر والمشاركة في عملية (درع الفرات) إن العملية التركية بالتعاون مع الفصائل السورية المسلحة ستسعى لإنشاء “منطقة آمنة” بطول 70 كم، وعمق 20 إلى 25 كم داخل الأراضي السورية.
كذلك قالت (وحدات حماية الشعب)، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يسعى عبر أذرعه العسكرية لوصل مناطق شمال سورية ببضعها لتجميع ثلاثة (كانتونات) ضمن فيدرالية واحدة، في بيان لها اليوم (الخميس) إن قواتها المسلحة وبعد أن طردت تنظيم الدولة (داعش) من مدينة منبج، فإنها تًعلن انتهاء مهامها، وعادت إلى قواعدها بعد أن سلمت جميع نقاطها العسكرية للقيادة العسكرية لمجلس المدينة العسكري والإدارة المدنية للمجلس المدني في منبج. كماأعلنت أنها سلّمت نقاطها في خط شمال الساجور للمجلس العسكري لجرابلس.
لكن ناشطين ومقاتلين في منطقة جرابلس قالوا إن (قوات سورية الديمقراطية) فرضت سيطرتها على عدة قرى جنوب مدينة جرابلس فجر اليوم (الخميس)، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها.
وقال طارق وتّي من (فيلق الشام) لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد استغل المقاتلون الأكراد انشغال مقاتلي فصائل المعارضة بتأمين وتمشيط مدينة جرابلس فقاموا بالسيطرة على أربع قرى هي العمارنة والكوسا والخربة وعين البيضا، وهي قرى تقع إلى جنوب جرابلس على بعد 8 كم عن الحدود السورية – التركية.
وأضاف وتّي “تدّي القوات الكردية أنها سلّمت منبج لمجلس منبج العسكري، وكذلك اعتمدت على مجلس جرابلس العسكري، لكن في الواقع هذه المجالس غالبيتها العظمى من الأكراد، ليسوا من المدينة ولا يعرفهم أحد من المدينة، ومن بينهم أكراد غير سوريين أيضاً، ولم تسمح الكتائب المسلحة التابعة للجيش الحر أن يفرض هؤلاء سيطرتهم أو إدارتهم على السكان”.
وكان مصدر رسمي من الفيلق قد نفى في تصريح صحفي صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب القوات الكردية إلى شرق نهر الفرات، وقال إنها على العكس “قامت بتحصين مواقعها ورفعت السواتر الترابية في قرى متقدمة بريف جرابلس الجنوبي”.
وكان متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد ذكر في وقت سابق اليوم (الخميس) إن قوات سوريا الديمقراطية انسحبت عبر نهر الفرات للاستعداد لتحرير الرقة من سيطرة تنظيم الدولة.
مصادر في المعارضة السورية المسلحة تنفي انسحاب القوات الكردية لشرق الفرات
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء