
قال البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو إن “الأوان قد آن لوقف سرطان تنظيم (داعش) وأشباهه”.
وأضاف البطريرك ساكو في بيان نشره موقع البطريركية الكلدانية (مار أدي)، الاثنين، أن “العالم تفاجأ بما يقوم به داعش وأشباهه من أفعال شنيعة، وضرب الحريات باسم الإسلام”، كـ”تهجير وقتل المدنيين أو حرقهم أحياء، وسبي النساء، وهدم المعالم الدينية والحضارية، وتشويه للعلاقات بين ابناء البلد الواحد”.
وتابع “إزاء كل هذا نتساءل، أما آن الأوان لكي يبادر المسلمون في العالم والغالبية منهم معتدلون ويريدون الخير، وغير المسلمين ذوي الإرادة الطيبة، للخروج بموقف واضح ومحدد للتعامل بجديّة وليس بسطحية، مع موضوع التطرف والإرهاب الذي يشكل خطراً على الكل، وان يشكلوا جبهة موحدة لمواجهة الانغلاق والتطرف والكراهية ووقف هذا السرطان الرافض للعيش المشترك والمواطنة والحداثة؟”. وأشار إلى “إن جهاديي داعش واشباهه يعتقدون ان الجنة تُضْمَن بقتل الأبرياء بحزام ناسف أو عربة مفخخة، أو عبوة، أو بسكين، وهذا دمار فكري”.
وتساءل البطريرك “اما حان الوقت للمسلمين ان يعلنوا للعالم بصوت شجاع ومرتفع ان هذا الفكر مخالف للدين الإسلامي وانهم يرفضوه، وبالمقابل ان يقدموا قراءة معمقة لرسالة الدين الحقة، رسالة تأخذ منحى مختلفاً وصارخا بالضدّ عما ينشره المتطرفون”، فـ”رسالة الديانات هي نشر التسامح والمحبة والرحمة والاخذ بروحيّة النصوص ودلالاتها والتأكيد على انهم ملتزمون بطاعة هذه الرسالة الجوهرية احتراما لله وللدين”.
وذكر رأس الكنيسة الكلدانية أن “ما ينتظره المسيحيون الذين عانوا الامرين من تنظيم (داعش) والمتطرفين، هو ان تقوم الدول والمرجعيات الدينية معاً بمواجهة هذه الايدولوجية المضرة وتفكيكها، من خلال نشر ثقافة الحرية والعقل والانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والتعايش واحترام حقوق الانسان والاختلاف والتعددية، عبر عملية التنشئة والتثقيف وتطوير المناهج الدراسية التي باتت مصدرا للتشدد الديني بشكل كبير”.
وأردف “وتهيئة أسس السلام والاستقرار والتعاون والعدالة، واعتماد الحوار الحضاري والهادئ والشجاع في حل الاًزمات التي طالت وأنهكت الناس والبلاد، والسعي لبناء دولة مدنية، دولة القانون والمؤسسات”.
وذكّر البطريرك الكلداني بأن “من حق كل الناس أن يعيشوا بأمان واستقرار، وان يكونوا مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وان يتمتعوا بمستوى كريم من الخدمات”، وأنه “لتأكيد ما أشرنا اليه من ظلم وضرب للحريات وسوء استخدام الدين”.
وقال البطريرك ساكو إن “المسيحية ولدت في الشرق، والمسيحيون هم أصحاب الأرض، وهم بالتالي جزء أساسي من النسيج المجتمع الشرق الأوسطي، وقد عملوا كثيراً من اجل تطور الثقافة والحضارة العربية”، مبينا أن “من المؤسف انهم اليوم يتعرضون لاعتداءات غير مبررة، مما يهدد وجودهم التاريخي في المنطقة”.
وخلص البطريرك الكلداني الى القول “لذا، فهناك حاجة إلى بلورة موقف رسمي جريء وواضح لدعمهم وشد أزرهم لما يمثلونه من مهارات ثقافية واقتصادية من خلال تعميق المساواة والمواطنة والحقوق المشروعة من اجل سلامة المجتمع وتوطيد العيش المشترك”.