
الفاتيكان ـ أعرب السفير الإيطالي السابق في اليمن ماريو بوفّو، عن الاعتقاد بأن الدول المجاورة لليمن والمتورطة في النزاع، ترغب بإنهاء الصراع.
ووفقاً لإذاعة الفاتيكان، فقد تكاثرت النداءات الدولية التي تدعو إلى الإفادة من الهدنة في اليمن، والتي دخلت حيز التنفيذ ثماني أشهر خلت، من أجل إطلاق محادثات سلمية بكل معنى الكلمة. بعد ثماني سنوات تقريباً من الحرب يبدو أن الأطراف ما تزال تحترم الهدنة التي تم التوصل إليها في أبريل نيسان الماضي بفضل جهود الوساطة التي قامت بها منظمة الأمم المتحدة، وذلك باستثناء بعض الاشتباكات التي سُجلت في منطقة مأرب، وسط البلاد، وقد تراجع عدد القتلى والجرحى إلى النصف مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير الإيطالي السابق في اليمن ماريو بوفّو في وقت تسعى فيه منظمة الأمم المتحدة، في هذه المرحلة، إلى إطلاق مفاوضات سياسية تحوّل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال الدبلوماسي الإيطالي إنه يبدو أن الدول المجاورة والمتورطة في النزاع، ترغب بإنهاء الصراع، بدءا من المملكة العربية السعودية، وهذا الأمر ينطبق أيضا على بلدان قريبة نسبياً، شأن تركيا. ورأى أن الهدنة فُرضت وجُددت لأن المملكة تبحث عن مخرج لهذا الصراع، وقد شجعت الحكومةَ اليمنية المعترف بها دوليا على تشكيل لجنة تنفيذية مهمتها التفاوض مع الحوثيين من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.
مع ذلك لفت بوفّو إلى أن الحل لن يكون قريباً أو سهلاً، نظراً لوجود وجهات نظر وأجندات مختلفة لدى الأطراف. كما لا بد أن يؤخذ في عين الاعتبار دور البلدان الأخرى، لكن مع ذلك لقد آن الأوان لتُعلق الآمال على انطلاق مفاوضات سلمية ذات مصداقية، جادة وتحظى باعتراف الأطراف كافة.
بعدها أشار السفير الإيطالي إلى أنه بعد الاشتباكات الأولى في اليمن، عُقد حوار وطني شارك فيه ممثلون عن جميع الفرقاء، وقد حظي بدعم الجماعة الدولية، المجتمعة تحت مظلة “أصدقاء اليمن”، وقد لعبت إيطاليا دوراً هاماً على هذا الصعيد. وأفضى الحوار الوطني إلى صياغة دستور جديد للبلاد، يقضي باعتماد النظام الفدرالي، بيد أن الحوثيين لم يعترفوا به، متهمين الأطراف الأخرى بتهميشهم.
ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ وافق الرئيس الموقت عبد ربو منصور هادي، تحت ضغط الرياض وأبو ظبي، على نقل السلطة إلى مجلس رئاسي من ثمانية أعضاء. وقد كُلف المجلس بالتفاوض مع الحوثيين على وقف إطلاق النار. ويرى المراقبون أن الصعوبة تكمن في الاختلافات القائمة داخل الجبهة المناهضة للحوثيين.
وذكّر بوفو في ختام حديثه بأن أرض اليمن كانت شاهدة على تطور الحضارة البشرية. وأن الممالك القديمة وجدت سبلا كفيلة ببناء السدود وخزانات المياه. وبفضل ذلك ازدهرت المنطقة التي كانت ممرا تجاريا. بعد ذلك بدأ تدهور الحضارة وتتابع الثقافات المختلفة، وفقد اليمن مركزيته مع أنه حافظ على دوره وسط العالم العربي، إذ ساهم – على سبيل المثال – في غزو الأندلس.
هذا وتقضي الهدنة بوقف كل العمليات العسكرية البرية والجوية والبحرية، داخل اليمن وخارجه، بما في ذلك الهجمات التي كان يشنها المتمردون الحوثيون على أراضي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الأهداف الاقتصادية والتجارية في البحر الأحمر. كما سمح الاتفاق بدخول ثماني عشرة سفينة محملة بالوقود إلى محافظة الحديدة، وبإقلاع وهبوط رحلتين جويتين مدنيتين أسبوعياً بين صنعاء وكل من مصر والأردن. هذا وتجري مفاوضات جديدة لإعادة فتح الطرق حول مدينة تعز. في غضون ذلك تسعى قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة إلى مكافحة تهريب السلاح في منطقة البحر الأحمر – باب المندب – خليج عدن.
على الرغم من هذه التطورات الإيجابية ما تزال هيئة يونيسيف قلقة حيال الأوضاع الإنسانية في اليمن، وحثّت كل الأطراف على بذل المزيد من الجهود من أجل حماية القاصرين خصوصا إزاء انتشار الألغام الأرضية في مختلف أنحاء البلاد. ولفتت إلى أن مائة وثلاثة عشر طفلا قُتلوا أو بُترت أعضاؤهم وفقاً للمعطيات التي جمعتها منظمة الأمم المتحدة، مع أن العدد الفعلي للضحايا يمكن أن يكون أعلى بكثير. ودعت الهيئة الأطراف المعنية إلى فعل كل ما يلزم من أجل نزع الألغام الأرضية والعبوات المتفجرة.