الفاتيكان ـ قال البابا فرنسيس إن هناك حاجة لمستشارين مخلصين لمواجهة الأزمات والحرب والأوبئة.
ووفقا لإذاعة الفاتيكان، فقد استقبل البابا ظهر اليوم الخميس المشاركين في لقاء لمؤسسة (Deloitte Global) الاستشارية، واستهل كلمته بالقول إنه يعلم بتوفير المؤسسة فرص طلب الاستشارة للشركات والعاملين في قطاع الأعمال بشكل يومي ما يُعتبر مسؤولية كبيرة.
ثم تحدث البابا فرنسيس عن معاناة عالم اليوم جراء تدهور الأوضاع البيئية، ولفت الأنظار إلى أن شعوبا أو مجموعات اجتماعية كثيرة تعيش بصورة غير كريمة فيما يتعلق بالتغذية والصحة والتعليم وغيرها من حقوق أساسية، كما أشار إلى أن البشرية قد تعولمت وهي في اتصال، لكن يظل هناك فقر وظلم ولامساواة.
ومن هذا المنطلق تساءل الأب الأقدس ما هي بالتالي الشروط التي تُمَكن استشاريا أو خبيرا من الإسهام في تغيير أو على الأقل تصحيح هذا المسار، وكيف يمكن تنظيم العمل بشكل يضمن القدرة على السير نحو عالم يمكن سكنه بشكل أفضل، عالم أكثر عدلا وأخوّة.
وتابع فرنسيس، أنه يريد تقديم ثلاثة مقترحات، الأول هو الحفاظ على الوعي بالقدرة على ترك علامة، ما يعني العمل من أجل ترك علامة جيدة على الدرب نحو تنمية بشرية متكاملة. وقال لضيوفه إن معارفهم وخبراتهم وكفاءاتهم وشبكات علاقاتهم تشكل إرثا غير مادي كبيرا يساعد رجال الأعمال والمصرفيين والمدراء والإدارات العامة على فهم الإطار وتخيل المستقبل واتخاذ القرارات، أي أن على العاملين في المؤسسة الاستشارية المساعدة على الفهم من أجل المساعدة في اتخاذ القرارات.
وذكر البابا فرنسيس أن هذا يمنح المؤسسة وكل العاملين فيها القدرة على توجيه الاختيارات والتأثير على المعايير وتقييم الأولويات، وذلك سواء للشركات أو الجامعات أو الأجهزة فوق الوطنية والحكومات الوطنية والمحلية ومَن عليهم اتخاذ قرارات على الصعيد السياسي. وإلى جانب هذه السلطة، يجب أن تتوفر لدى العاملين بالمؤسسة الرغبة بتوجيه تحليلهم واقتراحاتهم نحو خيارات تتماشى ونموذج الإيكولوجيا المتكاملة، وأن من الجيد طرح السؤال حول العالم الذي نريد أن نتركه لأبنائنا وأحفادنا.
ثم انتقل قداسة البابا إلى المقترح الثاني ألا وهو ضرورة تحمُّل وممارسة المسؤولية الثقافية والتي يُقصد بها أمرين، وهما أولا ضمان توفير جودة مهنية مناسبة ثم جودة أنثروبولوجية وأخلاقية تُمَكن العاملين في المؤسسة من اقتراح إجابات متماشية مع الرؤية الإنجيلية للاقتصاد والمجتمع، أي مع العقيدة الاجتماعية للكنيسة.