
بروكسل – دعا وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، الاتحاد الأوروبي إلى طرد هنغاريا، من صفوفه، ولو مؤقتاً، بسبب عدم احترام حكومة هذا البلد للحقوق والحريات الأساسية المنصوص عنها في المواثيق الأوروبية.
جاء هذا الموقف، الذي بدأ يثير ردود فعل متفاوتة، في مقابلة أجراها أسلبورن مع صحيفة دي فيلت الألمانية، ونشرت الثلاثاء، حيث وجه اتهامات لاذعة لرئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، المعروف بمواقفه المتشككة بأوروبا.
ونقلت الصحيفة عن أسلبورن قوله “إن أشخاصاً مثل السيد أوربان يساهمون في إعطاء صورة خاطئة عن الاتحاد الأوروبي، مفادها أن الأخير يدافع عن قيم في الخارج لا يستطيع الحفاظ عليها في الداخل”.
وانتقد وزير خارجية لوكسمبورغ المسؤولين في هنغاريا بسبب إقامتهم جدران عازلة لمنع دخول اللاجئين إلى أراضيهم، وتقييدهم لحرية الصحافة واستقلالية القضاء في الداخل، حيث “يجب إقصاء هؤلاء، ليس فقط مؤقتاً، بل نهائياً من الاتحاد الأوروبي”.
واعتبر أسلبورن أن إقصاء دول مثل هنغاريا هي الطريق الوحيدة الواجب سلوكها للحفاظ على التماسك والقيم الأوروبية، قائلا “لا يمكننا الاستمرار في التسامح مع تصرفات كهذه”.
لكن أسلبورن يعي جيداً أن عملية إقصاء أي دولة من الاتحاد ستكون صعبة جداً، بالرغم من وجود نصوص في المعاهدات الأوروبية تنظم هذا الأمر، وتتطلب الإجماع الكامل للدول.
ومن هنا، والكلام دائماً لأسلبورن، يتعين تغيير المعاهدات وإلغاء شرط الإجماع لدى الحديث عن إقصاء أي بلد من التكتل الموحد.
هذا وتشهد العلاقات الهنغارية مع مؤسسات وباقي دول الاتحاد الأوروبي توتراً ملحوظاً منذ وصول فيكتور أوربان إلى السلطة عام 2012، حيث أنه يتبنى خطاباً معادياً للمهاجرين ومتشككاً بأوروبا.
وتستعد الحكومة الهنغارية لتنظيم إستفتاء الشهر القادم لمعرفة رأي الشعب بخصوص مخطط إعادة توزيع طالبي اللجوء على الدول الأوروبية، ما سيفتح جبهة مواجهة جديدة مع بروكسل.
ومن المعلوم أن هنغاريا هي إحدى الدول التي رفضت استقبال طالبي اللجوء، والانصياع لبنود الاستراتيجية الأوروبية لمعالجة الهجرة.
ويأتي كلام وزير خارجية لوكسمبورغ، ليزيد من تعقيد المشهد الأوروبي، خاصة قبل عدة أيام من قمة أوروبية غير رسمية ستعقد في براتسيلافا، على مستوى الدول الـ27 لمناقشة مستقبل الاتحاد بعد خروج بريطانيا منه.