
روما ـ الخرطوم ـ قال ناشط إيطالي يقطن العاصمة السودانية، إن “الوضع يتدهور في الخرطوم أكثر فأكثر منذ الليلة الماضية”، وأنه “في بعض اللحظات هذا الصباح شعرنا وكأن الساعة قد قامت”.
وفي تصريحات لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية الإيطالية الإثنين، أضاف رئيس منظمة “موسيقى لأجل السلام” غير الحكومية، ستيفانو ريبورا، أنه “بعد ظهر أمس، أُعلنت هدنة إنسانية وكان هناك هدوء نسبي ليلاً، مع تردد شائعات في أرجاء العاصمة عن حوار محتمل بين الجنرالين المتنازعين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو”.
وأشار الناشط الإنساني، إلى أنه “بالتزامن مع انتهاء السحور عند حوالي الساعة الرابعة صباحًا، تفجّر الوضع كليا، واستمر كذلك حتى الساعة 9:30 صباحًا”، حيث “أمطرت شوارع المركز بةابل من قذائف المدفعية، حتى خلتُ أن طائرة مقاتلة أسقطت صاروخًا بالقرب من مقرنا، لأن كل شيء اهتز فيه”.
وذكر رئيس “موسيقى لأجل السلام”، أنه تمكن يوم أمس بفضل عون الموظفين المحليين في منظمته من “الحصول على إمدادات الغذاء لنفسه ولمن معه، بمن فيهم ابنه البالغ من العمر 8 سنوات، من متجر صغير، لكن بأسعار مضاعفة”.
وأكد ريبورا أن “إحدى المشاكل الرئيسية الآن تتمثل بحقيقة أن السودان مفترق طرق للهجرة، كونه يقع على حدود بلدان عديدة تشهد صراعات مستمرة، من الصومال إلى إريتريا، مروراً بتشاد، دارفور وجنوب السودان”، مشددًا على أنه “لذلك فإن البلد يواجه عدداً لا حصر له من المشاكل”.
وأوضح الناشط، أن “هذا الوضع لا يؤدي إلا إلى كارثة أكبر، لأن 90٪ من السكان فقراء جداً، يسعون لكسب قوتهم يوماً بيوم، وحقيقة بقائهم في منازلهم منذ ثلاثة أيام، تخلق وضعاً مدمراً، لأنه بعد يومين أو ثلاثة أيام أخرى، لن تتمكن أسر عديدة من الصمود، وستفتقر إلى الطعام”، علاوة على “الخطر ملموس لبدء حملة تقشف أيضاً، لأجل البقاء على قيد الحياة”.